الوضع المظلم
الإثنين ٠٦ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • إيران والانحناء أمام التحالف الأذربيجاني التركي.. بذريعة "حسن الجوار"

إيران والانحناء أمام التحالف الأذربيجاني التركي.. بذريعة
إيران وأذربيجان \ ليفانت نيوز

على الرغم من العنجهية التي تتسم بها السياسة الخارجية الإيرانية، بشكل خاص في منطقة الخليج العربي وضمنها اليمن، بجانب سوريا ولبنان، إلا أنها تختار الانحناء في خلافات أخرى، وهو ما ذهبت إليه في خلافها مع أذربيجان، على خلفية اتهام طهران لباكو باحتضان إسرائيل.

تنبيهات إيرانية لباكو

ففي بداية أكتوبر الماضي، ارتفعت الخلافات بين إيران وأذربيجان، عقب فرض حكومة باكو تعريفات مشددة على الشاحنات التي تنقل الوقود الإيراني إلى مدينة ستيبانكيرت عاصمة جمهورية قره باغ، المعلنة من جانب واحد والمدعومة من أرمينيا، بجانب تنديد الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، بخطط إيران إجراء مناورات عسكرية شمال غرب البلاد على حدود أذربيجان، فيما أبدت طهران "استغرابها"، محملةً باكو المسؤولية عن التعاون مع إسرائيل على مقربة من الحدود الإيرانية.

اقرأ أيضاً: سيدة أمريكية تفاجئ بطعام كلاب في حقائبها بدلاً من هدايا

وهدد فدا حسين مالكي، وهو عضو في لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، بإنه لو جرى اطلاق رصاصة واحدة من إسرائيل على إيران، فإن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف سوف يكون أول الضحايا، معتبراً أن "الحفاظ على وحدة أراضينا يعتبر خطاً أحمر بالنسبة لقواتنا المسلحة"، وتابع بأن إسرائيل تلعب بالنار، عبر تشجيع بعض الدول الصغيرة في المنطقة للتحرك ضد إيران، مردفاً أن "طهران لا تتوقع من الرئيس الأذربيجاني أن يستضيف تل أبيب خلف حدودنا".

العلم الإيراني/ أرشيفية

مناورات وتصعيد أذربيجاني

بيد أن أذربيجان لم تبدي تراجعاً، بل ذهبت في طريق معاكس، عبر مناورات عسكرية مشتركة مع الجانب التركي، وبالصدد، أفادت وسائل الإعلام بأن أذربيجان وتركيا ستجريان تدريبات عسكرية مشتركة بالقرب من الحدود مع أرمينيا، بعنوان "الأخوة الراسخة-2021"، بهدف تطوير التعاون بين القوات المسلحة التركية والأذربيجانية.

كذلك، عمدت أذربيجان في الخامس من أكتوبر، إلى إغلاق المكتب التمثيلي للمرشد الأعلى علي خامنئي، في باكو والمسجد التابع له،  لكن السفير الإيراني في باكو عباس موسوي نفى إغلاق مكتب خامنئي، وقال "تم إغلاق حسينية دينية تابعة للسفارة الإيرانية في باكو بذريعة جائحة كورونا"، مشيراً إلى أن "السفارة الإيرانية قدمت مذكرة احتجاج إلى وزارة الخارجية الأذرية.

اقرأ أيضاً: مذيع سوري موالٍ: "الكهربا اختراع حديث نسبياً".. الزير وزنوبيا عاشوا بلا كهرباء

بينما قررت طهران إغلاق أجوائها أمام الطائرات الأذربيجانية التي تمد وحدات عسكرية في ناختشيفان، إذ أعلمت طهران باكو، بذلك من خلال القنوات العسكرية الرسمية، وأيضاً أعلنت طهران قبلها بفترة، أن سفارتها في العاصمة الأذربيجانية باكو تعرضت لاعتداء، إثر بروز خلافات بين الدولتين المجاورتين.

وبالسياق، صرح مصدر عسكري أذري، للوكالة الرسمية باللغة الفارسية، إن: "إيران أبلغت الجانب الأذري عبر القنوات العسكرية الرسمية بأنها حظرت تحليق الطائرات التي تحمل معدات عسكرية عبر الأجواء الإيرانية للوصول إلى إقليم ناختشيفان الذي يتمتع بحكم ذاتي"، حيث كان مزمعاً أن تعقد مناورات عسكرية بين أذربيجان وتركيا في اقليم ناخيتشيفان (جمهورية نخجوان الذاتية) المحاذي للحدود الإيرانية، إذ تحتاج أذربيجان للوصول إليه، إلى المرور عبر أذربيجان الغربية التي هي مقاطعة إيرانية، أو عبر أرمينيا.

وأردف المصدر العسكري الأذري لوسائل إعلام محلية، أن "العملية الإيرانية ضد أذربيجان كانت بأوامر من أرمينيا"، معتبرةً إياها بـ"الخيانة"، مستكملاً: "محاولة إيران استهدف أذربيجان لن تؤثر على إمداد الوحدات العسكرية في إقليم ناختشفان"، زاعماً أن باكو لا تستخدم هذا الطريق كثيراً وتفضل النقل عبر طرق أخرى.

إيران والحلف التركي

والواضح أن إيران كانت مدركة أن أذربيجان ما كانت لتتعامل بتلك الفوقية والاستعلاء لولا الدعم التركي المقدم لها، وهو ما يبدو أنه أثار حفيظة طهران، فقال مجتبى ذو النوري، عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، في السابع من أكتوبر، إن "حكام تركيا وأذربيجان والنظام الصهيوني سيسقطون بالتأكيد في هاوية الدمار بخلق مثلث مشؤوم ضد إيران"، متحدثاً عن "الفتنة التي قامت بها جمهورية أذربيجان في الحدود الشمالية الغربية لإيران، مشيراً إلى أن الصهيونية العالمية ونظام الهيمنة كانا السبب الجذري والرئيسي للحرب التي بدأها العراق ضد إيران، وقد أرسلوا صدام حسين نيابة عنهم للقيام بذلك".

اقرأ أيضاً:  ولي العهد الكويتي يؤدّي اليمين الدستورية في الحكومة الجديدة

وأضاف: "لقد ذهب صدام وندم الأمريكيون وعملاؤهم.. تركوا العراق بعد هزيمة وخزي، لكن الشعبين الإيراني والعراقي أصبحا الآن في أحضان بعضهما البعض وفقاً لطبيعتهما وقواسمهما الدينية والثقافية"، وتابع ذو النوري قائلا: "لكن اليوم أردوغان وإلهام علييف يريدان السير على خطى صدام".

وقال مجتبى ذو النوري: "حكام تركيا وأذربيجان وإسرائيل ضد إيران من خلال خلق مثلث مشؤوم يخلق الأزمات وهم أول من سيغرق في هذه الأزمات ويخسر"، وشدد على أن الأمن يستقر في المنطقة لو ربطت الدول أمنها بأمن إيران، موضحا أن "أذربيجان من خلال إثارة الفتن في المنطقة تغرق في المستنقع الذي أعدته إسرائيل".

تركيا تدخل على الخط

ولأن أنقرة ليست ببعيدة عن، وتحرك المشهد فعلياً في أذربيجان من خلف الستارة، أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدلوه، في الواحد والعشرين من أكتوبر، بدلوه، وذكر رداً على سؤال بشأن إمكانية حدوث أزمة ساخنة مع إيران بعد تحول تركيا إلى قوة وفاعل أساسي في منطقة القوقاز: "شخصيا لا أتوقع ذلك.. لن تكون إيران في موقف يمكنها من استهداف أذربيجان بسبب علاقتها مع إسرائيل"، وتابع: "نسبة الأذريين في إيران اليوم واضحة.. هذا بالطبع يدفع للتفكير.. ليس بهذه السهولة.. ما جرى يعد خطأ.. وأعتقد أن الإدارة الجديدة في إيران لن تستمر في هذا الخطأ"، في تهديد تركي صريح لإيران بالقدرة على إثارة الفوضى داخلها، عبر تحريض المكون الأذري على السلطة.

وهو ما يبدو أن القيادة الجديدة في طهران قد قررت الانحناء أمامه، فاعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بذات اليوم، أن الدول الأجنبية لا تريد الخير للمنطقة، وأن إيران "لن تسمح للصهاينة" بتخريب علاقاتها مع دول الجوار، وفق قوله، وعقبها بشهر، وتحديداً في الثاني والعشرين من نوفمبر، قالت الخارجية الإيرانية، أن العلاقات مع أذربيحان "سوف تشهد تطورات إيجابية".

اقرأ أيضاً: تيك تويك ينتزع الصدارة من "غوغل" أقوى محركات البحث في العالم 

ثم أعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في الخامس والعشرين من ديسمبر الجاري، التوصل إلى اتفاق مع أذربيجان لفتح فصل جديد في العلاقات بين البلدين، قائلاً في تغريدة: "خلال الزيارة الرسمية إلى باكو اتفقنا على فتح فصل جديد (من العلاقات)، خلال لقاء ودي مع الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف ومناقشات أجريتها مع وزير الخارجية، جيحون بيراموف، ورئيس البرلمان صاحبة جعفاروفا، رسمنا خارطة طريق حول تعزيز لاحق للعلاقات".

وأياً كانت الأسباب التي دفعت طهران إلى التراجع أمام التحالف الأذربيجاني التركي المتهم بجلب إسرائيل إلى حدود إيران الشمالية الغربية، إن كانت العلاقات الاقتصادية التي تربطها مع الجانبين، أو قوتهما العسكرية، فهي برهان جديد على اللغة الوحيدة التي تفهمها طهران، وهي لغة القوة المضادة والمصالح، فيما تواصل طهران عنجهيتها في دول أخرى دمرتها ميليشياتها وعلى رأسها اليمن.

ليفانت-خاص

إعداد وتحرير: أحمد قطمة

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!